أحدث الأخبار
  • 10:57 . "الطوارئ والأزمات" تتابع تطورات الحالة الجوية وتؤكد جاهزيتها للتقلبات المرتقبة... المزيد
  • 09:29 . داخلية غزة تنشر وحداتها من مناطق انسحاب الاحتلال وتتعهد بإنهاء الفوضى... المزيد
  • 09:12 . رئيس وزراء قطر يبحث مع ماكرون تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 08:53 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ انسحاباً تدريجياً من عدة مناطق في غزة... المزيد
  • 08:52 . تقرير: دبي تجذب 440 شركة متخصصة في إدارة الثروات والأصول... المزيد
  • 08:51 . ريم الهاشمي: الإمارات قدّمت 1.8 مليار دولار دعماً إنسانياً وتنموياً لغزة... المزيد
  • 01:34 . فحوص جينية اختيارية لطلبة المدارس المواطنين... المزيد
  • 01:33 . رئيس الدولة يصدر مرسوماً بقانون لتنظيم المصرف المركزي والقطاع المالي... المزيد
  • 11:16 . حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:14 . اجتماع عربي أوروبي في باريس يطالب بضمان تنفيذ كامل لاتفاق غزة... المزيد
  • 11:12 . شهداء وعشرات المفقودين بقصف إسرائيلي على غزة رغم التصويت على وقف إطلاق النار... المزيد
  • 11:11 . زلزال بقوة 7.6 يضرب الفلبين وتحذيرات من تسونامي... المزيد
  • 01:16 . ضمن "دبلوماسية الذكاء الاصطناعي" لترامب.. واشنطن توافق على بيع رقائق "إنفيديا" لأبوظبي... المزيد
  • 01:02 . سلطان القاسمي يحث سكان الشارقة على تسجيل بياناتهم في التعداد... المزيد
  • 12:27 . بينها شركات في الإمارات.. عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بإيران... المزيد
  • 11:18 . خليل الحية: تسلمنا ضمانات من واشنطن والوسطاء بشأن تنفيذ خطة ترامب... المزيد

الشؤون الدينية في الإمارات

الكـاتب : أحمد أميري
تاريخ الخبر: 28-08-2014

بات الدين المحرك الأول للأحداث في المنطقة، وأعني بالدين هنا استغلاله واستخدامه والمتاجرة به من قبل الساسة والأحزاب والطوائف، ومن الواضح أن العامل الديني يلقي بظلاله على أحداث العراق وسوريا ولبنان، وكذلك في مصر واليمن وليبيا، وبعض المجتمعات الأخرى، التي تبتعد يوماً بعد يوم عن السلم الاجتماعي والتوافق الأهلي.
ورغم أن الوباء الذي يحمل طابعاً دينياً ما يزال بعيداً عن أجواء الإمارات، فإنني أعتقد أننا لسنا مستعدين لدرء ذلك الخطر عنّا إن اقترب من أجوائنا بسبب غياب التنسيق. ولعلّ أول ما تفكر به أي وزارة صحة في بلد معرض لخطر الوباء، هو تهيئة الأطباء للتعامل مع المخاطر وفق سياسات محددة وموحدة.

ولدينا في الإمارات ثلاث جهات رسمية تتصدى للمسائل الدينية، هيئة اتحادية واحدة إضافة إلى دائرتين محليتين. ورغم أن الخطوط العريضة لتلك الجهات واحدة، فإن التنسيق بينها -حسب علمي- لا يتعدى موضوع خطبة الجمعة الموحدة. أعني أن التنسيق غائب في تفاصيل الخط العام، علماً بأن التفاصيل في الأمور الدينية، ليست مسألة هامشية ويمكن التجاوز عن الاختلاف فيها، فنحن نرى ما يحدث في أماكن كثيرة بسبب الخلاف حتى على تفاصيل التفاصيل، ضمن التيار الواحد في المذهب الواحد.

وجود مؤسسات محلية إلى جنب مؤسسات اتحادية، تتقاسم فيما بينها الصلاحيات والاختصاصات، يأتي في صميم فكرة الدول ذات النظام الفيدرالي كالإمارات، ومن المقبول جداً أن يكون هناك اختلاف في رؤية ورسالة وأهداف ووسائل مؤسسات محلية ذات نشاط واحد تتبع إمارات مختلفة، أعني أن السياحة في إمارة تمتلك مقومات طبيعية وتاريخية تختلف عن السياحة في إمارة لا تمتلك تلك المقومات، لكن لا يمكن تصوّر ذلك في الأمور الدينية، خصوصاً أننا كما ذكرت في بداية المقال، نواجه وضعاً لم نشهد له مثيلاً من قبل.

وإذا كانت شؤون الدفاع مثلاً تُناط بالحكومة الاتحادية في الأنظمة الفيدرالية، لأنها تتعلق بكل المواطنين، فإن ترسيخ الإسلام الوسطي بين أفراد المجتمع، والمحافظة على إرث التسامح الإماراتي، وحماية الأجيال الجديدة من التطرف الديني، لا تقل أهمية عن المحافظة على الحدود وحماية الدولة من الاعتداء الخارجي. كما أن قضايا مثل خلل التركيبة السكانية، وتحديات الهوية الوطنية، وانحسار دور اللغة العربية، لا يمكن معالجتها من دون مظلة اتحادية يعمل الجميع تحتها، وكذلك الأمر بالنسبة للشأن الديني الذي أصبح المشكلة الأولى في منطقتنا، فإن لم يكن تحت إشراف جهة واحدة، فعلى الأقل ينبغي أن يكون هناك تنسيق كامل بين الجهات المتعددة.

للشؤون الدينية تفرعات كثيرة، ومنها ما هو مقبول تعدد الجهات المختصة به، وتنوع وسائل إدارته، كالأوقاف، وبناء المساجد وإدارتها، وحملات الحج والعمرة، وطباعة المصاحف وتوزيعها، ومنها ما ينبغي وجود تنسيق تام في إدارته في ظل وجود أكثر من جهة تختص به حالياً، كالتوجيه الديني، ونشر الثقافة الإسلامية، وإبداء الرأي في المسائل الشرعية، وتأهيل وإعداد الأئمة والخطباء، ومراجعة المطبوعات والتسجيلات الدينية.

ورغم أن الخطاب الديني صار عابراً للقارات، خصوصاً بعد ظهور القنوات الفضائية والإنترنت، ويمكن للمسلم في جاكرتا أن يستفتي شيخ دين باكستاني يقيم في لندن، فمن باب «ما لا يدرك كله لا يترك جله»، نحتاج إلى تنسيق أكبر بين المؤسسات الدينية على مستوى الدولة.