أحدث الأخبار
  • 01:42 . ترامب يقرر إنهاء العقوبات على سوريا... المزيد
  • 08:56 . كم ارتفع عدد سكان أبوظبي خلال العام الماضي؟... المزيد
  • 07:25 . هيومن رايتس ووتش: أحكام أبوظبي الأخيرة في قضية "الإمارات 84" تؤكد ازدراءها للقانون... المزيد
  • 06:39 . إيران.. ارتفاع قتلى الهجمات الإسرائيلية إلى 935... المزيد
  • 11:36 . إثر التوترات الأخيرة.. كيف تغيرت أسعار الوقود في الإمارات لشهر يوليو؟... المزيد
  • 11:22 . الرئيس الإيراني يؤكد الاستعداد لفتح صفحة جديدة مع الخليجيين... المزيد
  • 09:51 . واشنطن بوست: اتصالات إيرانية جرى اعتراضها تقلل من تأثير الضربات الأمريكية... المزيد
  • 12:32 . الاحتلال الإسرائيلي يدرس مستقبل حرب غزة والجيش يوصي بإبرام صفقة... المزيد
  • 08:41 . السلطات السعودية تفرج عن دُعاة بعد سنوات من الاعتقال... المزيد
  • 05:37 . صحفيات بلا قيود: النظام القضائي في الإمارات عاجز عن تحقيق العدالة... المزيد
  • 12:12 . إيران تعلن مقتل 71 شخصا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين... المزيد
  • 12:11 . في ظل التوترات الإقليمية.. مباحثات سعودية إيرانية حول سُبل التعاون الدفاعي... المزيد
  • 12:06 . "التربية" تُطلق المخيم الصيفي لصقل مواهب الطلبة وتنمية قدراتهم... المزيد
  • 12:06 . الإعلان عن أوائل الثانوية العامة اليوم ونتائج الثاني عشر غدًا... المزيد
  • 12:04 . الصين تكرّم رئيس الإنتربول "أحمد الريسي" بأعلى جائزة رغم ملاحقته حقوقيا وقضائيًا... المزيد
  • 11:53 . جيش الاحتلال يعلن اغتيال مسؤول عسكري بحزب الله جنوب لبنان... المزيد

وظيفة القارئ!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 01-03-2020

تقول حكاية أخرى من كتاب «المعانقات» لأدواردو غاليانو، شديدة العذوبة هذه المرة ومثقلة بالأصوات: «حين كانت لوثيا صغيرة جداً، قرأت رواية وهي تحت الأغطية، قرأتها ليلة بعد أخرى، وكانت تخبئها تحت مخدتها، لقد سرقتها من رف خشب الأرز حيث كان عمها يحفظ كتبه المفضلة.

مع مرور الأعوام سافرت لوثيا بعيداً.

سارت بحثاً عن الأشباح، وبحثاً عن البشر، مشت في شوارع مدن عتيقة.

قطعت لوثيا طريقاً طويلاً، وفي مسار أسفارها كانت ترافقها دائماً أصداء تلك الأصوات البعيدة التي سمعتها بعينيها حين كانت صغيرة.

لم تقرأ لوثيا الكتاب مرة أخرى.

لم يعد بوسعها أن تتذكره. لقد نما في داخلها. إنه هي الآن»!

ماذا تقول لنا الحكاية؟ إنها تقول بشكل عذب جداً كيف تكون وظيفة القارئ وليس وظيفة الكتاب، كل الذين قرأوا وهم صغار يرون أنفسهم في الطفلة لوثيا، التي تقرأ وتدس الكتاب تحت المخدة، لوثيا التي تكبر وتغادر السرير والأغطية والكتاب ذاك، لتذهب إلى حيث تناديها الأصوات التي سمعتها بعينيها.

تفتش لوثيا عن البلدان وأصوات البشر وحكاياتهم، وما كان وكيف كان ولماذا كان؟ هذا البحث هو الكتاب الآخر الذي يؤلفه القارئ ليكمل كتابه الأول، كي لا ينسى ما قرأ، وهذه هي وظيفة القارئ الحقيقي، أن يصير كتاباً من لحم ودم وتفكير ورأي!

حينما زرت سجن القلعة مؤخراً بحثاً عن حكايات من كانوا، هالني مشهد تلك الزنازين، وتذكرت كل ما قرأت عن تاريخ المماليك والذين تعذبوا ليشقوا للآخرين طريقاً أفضل في الحياة، تذكرت كيف استخدمت هذه الزنازين البشعة سنوات الستينيات، وبرغم ذلك كان الناس يهتفون للسجان، فهل قرأ أولئك أي كتاب عن القلعة؟