والتي صورت لنا الأمر بأننا سنكون على موعد مع عام دراسي غير مسبوق، ينطلق بسلاسة وانسيابية من غير تعقيدات.ولكن التوقعات خذلتنا فما زلنا نشهد تعثر بدايات العام في العديد من المدارس بسبب غياب هذا المدرس أو ذاك، أو تأخر وصول الكتب وتجهيز الجداول والمقررات، وكذلك إعداد والمواصلات ناهيك عن الصيانة وعدم اكتمالها في مدارس عدة، وبالذات الشكاوى المريرة من عطل المكيفات مع الأجواء المرتفعة الحرارة والرطوبة.
واقع ملموس يتجدد، ويقدم في كل مرة ومع كل عام دراسي جديد للطلاب دروساً عملية ومجانية في الارتجال وسوء الاستعداد والتخطيط.
وعدم الالتزام بالمواعيد والجداول المعدة.
وكأنما القائمون على انطلاق وسير العملية التربوية والتعليمية يعملون فيها لأول مرة ومن أصحاب التجارب والخبرات المتراكمة الكفيلة بتوظيفها لحسن الإعداد والتخطيط.
أو التعامل مع هواة في ميدان يعد من أهم وأدق وأخطر الميادين، ففيه يتشكل رجل الغد، ومسؤول المستقبل من الأجيال الجديدة، وفيه تصاغ الشخصيات وتُصقل المواهب والإبداعات، فأما أن تشق طريقها بثقة واقتدار وعلم ومعرفة، ورما أن يصيبها الاعتلال والتشوه جراء ما يدور في ذلك الميدان ومشاهده ومراحله المتتالية.
أما أغرب المشاهد التي تابعتها في العاصمة وبعد مرور أسبوعين على بداية العام الدراسي، هو عدم توافر المواصلات في واحدة من أكبر المدارس الخاصة بأبوظبي والتي تضم ما لا يقل عن ألف تلميذ، وسيق لأولياء الأمور الذين دفعوا الرسوم كاملة بما في ذلك المتعلقة بالتوصيل عذر بأن الإدارة لم تتوصل لاتفاق مع الجهة المتعاقد معها على تأمين النقل المدرسي.
ومنذ ظهور الأزمة والشارع المؤدي للمكان يشهد اختناقاً مرورياً خانقاً عند مواعيد بدء وانتهاء اليوم الدراسي، ولنتخيل ما يعنيه وصول كل هذا العدد من التلاميذ بسيارة خاصة أو سيارات أجرة والإرباك الذي يتسببون فيه بتلك المنطقة الهادئة من مناطق عاصمتنا الحبيبة.
القيادات التربوية والتعليمية مدعوة لتقديم متابعات وجولات واقعية من الميدان، بدلاً من هذه التصريحات البعيدة عن الواقع وما يجري فيه من ممارسات.
والدليل أننا يومياً نطالع ونتابع عن طريق برامج البث المباشر شكاوى الأسر وأولياء الأمور جراء أستمرار معاناة فلذات الأكباد مما يجري في المدارس نتيجة نقص التجهيزات والاستعدادات.
وهذا المسلسل المتكرر، والمتجدد مع بداية كل عام دراسي يكشف كذلك عدم استفادة الهيئات الإدارية من الإجازة الصيفية لتنفيذ أعمال الصيانة للمدارس والانتهاء منها.
وهي مدة كافية للجادين في أعمالهم، مدة تبني فيها أبراجاً وليس فقط إصلاح مكيفات أو أعمال صبغ.
أيها الأفاضل.
كل ما نرجوه منكم شيء من الواقعية والالتزام، وتقديم درس عملي ونموذج حي لأبنائنا في قيمة الوقت، وحسن إدارته والاستفادة منه، وكفاكم تصريحات “استراتيجية”.