شن الفريق أول ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش السوداني وعضو مجلس السيادة، هجوماً غير مسبوق على دولة الإمارات، متهماً أبوظبي بشن "حرب عنصرية" تهدف إلى إفراغ السودان من القبائل الأفريقية.
وقال الجنرال السوداني إن صمت الحكومات الغربية عن المجازر التي ترتكبها قوات الدعم السريع "تم شراؤه بالمال الإماراتي"، وذلك في تصريحات نارية وصفت أبوظبي بأنها "عدو" يقف خلف الفوضى في عدة دول عربية أخرى.
في تصريحات خص بها موقع "ميدل إيست آي" البريطاني من مدينة أم درمان، اتهم العطا القيادة الإماراتية مباشرة بالإشراف على مخطط استراتيجي لـ"تطهير السودان عرقياً" وطرد القبائل الأفريقية والنوبية نحو مصر وجنوب السودان، لخلق دولة "بمواصفات عربية فقط".
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي) ليست سوى "أداة" لتنفيذ هذا المشروع، حيث كشف الجنرال السوداني – بحسب الصحيفة - عن معلومات استخباراتية تفيد بوجود غرفة عمليات في أبوظبي تدير الإمداد العسكري والإعلامي واللوجستي للحرب الدائرة منذ أكثر من عامين ونصف.
ووجه المسؤول العسكري الرفيع انتقادات لاذعة للحكومة البريطانية والدول الغربية، معتبراً أن فشلها في إدانة "مذابح المدنيين" -التي راح ضحيتها نحو 150 ألف سوداني بحسب تقديراته- يعود لكون "الصمت قد تم شراؤه بقوة المال الإماراتي" مستشهداً بحجم المصالح التجارية بين أبوظبي ولندن.
وقال العطا إن أبوظبي استغلت هذا الصمت الدولي لنقل آلاف المرتزقة إلى السودان من دول شتى تشمل كولومبيا، النيجر، تشاد، جنوب السودان، وحتى أوكرانيا، لتعويض النقص البشري لدى قوات الدعم السريع التي انخفض عدد مقاتليها من 100 ألف إلى 23 ألفاً وفقاً لأرقام الجيش السوداني.
وعلى صعيد المسار السياسي، استبعد الرجل الثاني في الجيش السوداني أي دور للمبعوث الأمريكي الجديد مسعد بولوس (صهر الرئيس دونالد ترامب) في مفاوضات وقف إطلاق النار، مشدداً على رفض أي تسوية سياسية "تفسح مجالاً للإمارات".
ووضع العطا شروطاً صارمة لأي مفاوضات مقبلة، تتلخص في تجميع سلاح الدعم السريع، وإرسال أبوظبي طائراتها لإجلاء المرتزقة الذين جلبتهم وإعادتهم إلى بلدانهم فوراً، متعهداً باستعادة مدينة الفاشر -التي سقطت مؤخراً بعد حصار دام 550 يوماً- في غضون ثلاثة أشهر.