أحدث الأخبار
  • 09:51 . واشنطن بوست: اتصالات إيرانية جرى اعتراضها تقلل من تأثير الضربات الأمريكية... المزيد
  • 12:32 . الاحتلال الإسرائيلي يدرس مستقبل حرب غزة والجيش يوصي بإبرام صفقة... المزيد
  • 08:41 . السلطات السعودية تفرج عن دُعاة بعد سنوات من الاعتقال... المزيد
  • 05:37 . صحفيات بلا قيود: النظام القضائي في الإمارات عاجز عن تحقيق العدالة... المزيد
  • 12:12 . إيران تعلن مقتل 71 شخصا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين... المزيد
  • 12:11 . في ظل التوترات الإقليمية.. مباحثات سعودية إيرانية حول سُبل التعاون الدفاعي... المزيد
  • 12:06 . "التربية" تُطلق المخيم الصيفي لصقل مواهب الطلبة وتنمية قدراتهم... المزيد
  • 12:06 . الإعلان عن أوائل الثانوية العامة اليوم ونتائج الثاني عشر غدًا... المزيد
  • 12:04 . الصين تكرّم رئيس الإنتربول "أحمد الريسي" بأعلى جائزة رغم ملاحقته حقوقيا وقضائيًا... المزيد
  • 11:53 . جيش الاحتلال يعلن اغتيال مسؤول عسكري بحزب الله جنوب لبنان... المزيد
  • 11:51 . غروسي يرجح أن تتمكن إيران من تخصيب اليورانيوم مجددا "في غضون أشهر"... المزيد
  • 08:35 . الاحتلال يرتكب اليوم مذابح خلفت عشرات الشهداء في غزة... المزيد
  • 06:15 . مركز حقوقي يحث وجهاء البلاد على تحمل مسؤولياتهم تجاه قضية "الإمارات 84"... المزيد
  • 05:32 . قرقاش: طهران مطالَبة بترميم الثقة مع دول الخليج... المزيد
  • 05:28 . إيران تشيع قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في الحرب مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 11:52 . تركي الفيصل يهاجم "النفاق الغربي": على أمريكا ضرب ديمونا بدلًا من إيران... المزيد

فوقية الكاتب.. والقارئ

الكـاتب : السعد المنهالي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

الفوقية: نزعة شخصية تجعل صاحبها يعامل الآخرين بدونية، انطلاقا من إحساس يتملكه بالتميز والعلو. يخلط البعض بين صفة الغرور وبين الفوقية؛ في رأيي أن الغرور لا يأتي عارضا، فلا يصيب الغرور أحداً في حالة ثم يأتي في غيرها ويكون متواضعاً، الغرور آفة تصيب صاحبها في كل سلوكه وعلى كل المستويات وباستمرار. أما الفوقية وهي آفة كذلك، ولكنها تأتي أحداً وقد اقتنع وشهد له محيطه أنه يمتلك ما يجعله فريدا، وحتى الآن الأمر منطقي فمن تميز في أمر ما يستحق أن يُشهد له ويُحتفى به كونه فريدا، أما ما هو غير الطبيعي، أن يتعالى هذا المتميز على غيره ممن لا يملكون موهبة مثله، فيعاملهم بفوقية وينظر إليهم على أنهم دونه.

في الكتابة أو لنقل عالم الكتابة بين المتلقي والكاتب، يحدث أحيانا إعصار من الفوقية بين الطرفين في صمت تام.. رغم تداعي الحقيقة! خلال أسبوع واحد حدثت هاتان الحالتان المتناقضتان رغم ارتباطهما العضوي الشديد؛ في الأولى: ظهرت الحالة في الفوقية التي أبداها كاتب معروف أثناء تقديمه لبعض التوجيهات في فن الكتابة لمجموعة من المبتدئين أو لنقل الكتّاب الجدد، فبجانب استخفافه بمواهبهم أبدى تعاليا وتكبرا في تقديم ما يمكن أن يفيدهم. الحقيقة أن هذا المشهد يتكرر كثيراً ولكن في الكتابة، إذ يبدي الكاتب نوعا من التعالي على قرائه، فتظهر اللغة الفوقية واضحة وجلية في ثنايا سطوره، أو في رده على نقّاده أو في تفسيره لاستفسارات جمهوره حول أي من أعماله!

ذاك ما يخص فوقية الكاتب، أما عن فوقية القارئئ فتلك قصة أخرى وحقيقة لم أكتشفها إلا مؤخرا، إذ يلجأ الكثير من القراء إلى معاقبة الكاتب عندما لا يناسبهم ما ذكره سواء لأنه استخدم لغة لم يفهموها أو لأنه خالفهم في فكرة، فيقومون بالإشاحة عنه بل إهماله تماما. وتلك فوقية أخرى يمارسها القارئ ضمنياً في سلوكه الثقافي، وهو هنا يضع صدات في مناخات التلقي الخاصة به تستمر إلى أبعد من نقطة الخلاف السابقة، فتنقلب العلاقة من اختلاف إلى عدم رؤية كاملة للآخر بكل منتجه. في رأيي أن حالتيْ الفوقية هاتين تشكلان مشكلة حقيقية يشهدها الواقع الثقافي، وسواء كان الطرف الأول كاتباً أو أديباً أو مفكراً عليه أن يعي جيدا أن حق الفوقية ليس حكرا عليه، فالآخر كذلك قادر على استخدامه ضده بطريقة تُلغي وجوده.