أحدث الأخبار
  • 10:17 . "أكسيوس": واشنطن تبحث اتفاقاً أمنياً محتملاً بين سوريا و"إسرائيل"... المزيد
  • 10:16 . الصحة العالمية: الموت جوعا في غزة يجب أن يتوقف... المزيد
  • 10:10 . مجموعة السبع تدعو إلى استئناف المحادثات بشأن برنامج طهران النووي... المزيد
  • 10:07 . الأغذية العالمي: الجوع يهدد أربعة ملايين لاجئ سوداني في دول الجوار... المزيد
  • 09:52 . خفايا توسّع أبوظبي في أفريقيا.. كيف تحول النفوذ الاقتصادي لأطماع جيوسياسية؟!... المزيد
  • 01:42 . ترامب يقرر إنهاء العقوبات على سوريا... المزيد
  • 08:56 . كم ارتفع عدد سكان أبوظبي خلال العام الماضي؟... المزيد
  • 07:25 . هيومن رايتس ووتش: أحكام أبوظبي الأخيرة في قضية "الإمارات 84" تؤكد ازدراءها للقانون... المزيد
  • 06:39 . إيران.. ارتفاع قتلى الهجمات الإسرائيلية إلى 935... المزيد
  • 11:36 . إثر التوترات الأخيرة.. كيف تغيرت أسعار الوقود في الإمارات لشهر يوليو؟... المزيد
  • 11:22 . الرئيس الإيراني يؤكد الاستعداد لفتح صفحة جديدة مع الخليجيين... المزيد
  • 09:51 . واشنطن بوست: اتصالات إيرانية جرى اعتراضها تقلل من تأثير الضربات الأمريكية... المزيد
  • 12:32 . الاحتلال الإسرائيلي يدرس مستقبل حرب غزة والجيش يوصي بإبرام صفقة... المزيد
  • 08:41 . السلطات السعودية تفرج عن دُعاة بعد سنوات من الاعتقال... المزيد
  • 05:37 . صحفيات بلا قيود: النظام القضائي في الإمارات عاجز عن تحقيق العدالة... المزيد
  • 12:12 . إيران تعلن مقتل 71 شخصا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين... المزيد

في الإعلام المصداقية أولاً!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان
الاحتفال بالإعلام وتقدير رموزه والاحتفاء بإنجازاته إن على شكل جوائز محكمة ذات تقدير معنوي ومادي عال، وإن على هيئة احتفالات ومنتديات، وإن على شكل أوسمة وكتب وإطلاق أسماء البارزين على قاعات كبرى أو مكتبات أو شوارع أو معاهد أبحاث ودراسات، كل تلك شواهد حضارية على أمرين: ما للإعلام من أهمية وأثر ومردود في حياة الفرد والمجتمع، ومدى تقدير المجتمع واعترافه بأهمية ودور الإعلام والإعلاميين، وهذه هي الرسالة التي أراد منتدى الإعلام وجائزة الصحافة العربية إيصالها للجميع، مع ذلك فلا يزال صدى ذلك السؤال الذي توجهت به إليّ شابة إعلامية يتردد في داخلي كلما استوقفني أمر أجد فيه الإعلام حاضراً بقوة!

ففي جلسة المشهد الإعلامي العربي بعد الثورات العربية، وبعد كل الذي قيل فيه حول الفوضى والاستقطابات وتأثر الموضوعية والحرفية المهنية بكل الذي حدث ويحدث في تلك الأقطار، وقفت شابة عربية تنتمي لإحدى الفضائيات متسائلة بحيرة شديدة «إنه إذا كان الإعلام العربي متهماً في موضوعيته ومنحازاً لجهة مموليه أو متأثراً مهنياً لهذا السبب أو ذلك، وإذا كان الإعلام العربي يعيش حالة استقطاب حادة بسب الانقسامات السياسية التي أحدثتها الثورات، وإذا كان كل المتواجدين في المنتدى إعلاميين في الغالب الأعم، فكيف المخرج؟ وكيف يتصرف الإعلامي الفرد حيال ذلك كله؟ هل يبقى مشكوكاً في مهنيته مرتهناً بمهنيته للجهة الممولة على اعتبار أن من يحكم القرار يملك توجيه سياساته؟ أم ماذا يفعل؟ القانون الأخير الذي ذكرته الشابة فيما يتعلق بالملكية والتحكم صحيح مائة بالمائة، خاصة وتحديداً وعلى وجه الدقة في عالمنا العربي، والسبب معروف وواضح يتمثل في انعدام بنية قوانين فاصلة، تحسم وترسم الحدود الفاصلة بين المال والإدارة، بين مصالح الممول واعتبارات وأخلاقيات مهنة الصحافة، ففي الغرب أمكنهم ببنية قوانين صارمة أن يحققوا المعادلة الصعبة، أنت تشتري الصحيفة وتستولي على كل أرباحها وماكيناتها وتطور تقنياتها وتعين وتوظف و...

لكنك لا تتدخل في السياسة التحريرية، هذا ليس ملعبك فاتركه لأهله، هكذا قيل للملياردير روبرت ميردوخ حينما أراد أن يشتري وول ستريت جورنال، وهذا ما حصل حينما شاعت فضيحة التنصت التي كان ميردوخ بطلها، فالتايم اللندنية العائدة ملكيتها له لم تبادر لنشر خبر الفضيحة حفاظا على توازنات المصالح، لكن الفضيحة حين أعلنت على الملأ لم تقف التايم صامتة فالمهنية تقتضي أن تبادر وتنشر وتبحث عن التفاصيل لأن هناك قارئاً في نهاية الأمر له مطالبه واشتراطاته، وإلا فإن مصداقية ومهنية التايم كانت ستكون على المحك وربما سقطت نهائياً! عندنا في العالم العربي كان سيعزل كل موظفي الصحيفة لو نشروا خبراً حول أي شيء يخص المالك أو يمسه بضرر!!

الإعلام ليس تمويلاً فقط، وهو لا يتعامل مع ماكينات وأجهزة وتقنيات وأخبار وينتهي الأمر، الإعلام مهنية، ومصداقية، والإعلامي حين يفقد مصداقيته لا يموت، إنه يبقى، يأكل ويتنفس ويتحرك ولكن بعيداً عن نبض وقبول وثقة القارئ، وهذا يعني أنه صار بلا قيمة تماماً، هذا يعني أنه مات مهنياً!