أحدث الأخبار
  • 09:12 . رئيس وزراء قطر يبحث مع ماكرون تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 08:53 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ انسحاباً تدريجياً من عدة مناطق في غزة... المزيد
  • 08:52 . تقرير: دبي تجذب 440 شركة متخصصة في إدارة الثروات والأصول... المزيد
  • 08:51 . ريم الهاشمي: الإمارات قدّمت 1.8 مليار دولار دعماً إنسانياً وتنموياً لغزة... المزيد
  • 01:34 . فحوص جينية اختيارية لطلبة المدارس المواطنين... المزيد
  • 01:33 . رئيس الدولة يصدر مرسوماً بقانون لتنظيم المصرف المركزي والقطاع المالي... المزيد
  • 11:16 . حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:14 . اجتماع عربي أوروبي في باريس يطالب بضمان تنفيذ كامل لاتفاق غزة... المزيد
  • 11:12 . شهداء وعشرات المفقودين بقصف إسرائيلي على غزة رغم التصويت على وقف إطلاق النار... المزيد
  • 11:11 . زلزال بقوة 7.6 يضرب الفلبين وتحذيرات من تسونامي... المزيد
  • 01:16 . ضمن "دبلوماسية الذكاء الاصطناعي" لترامب.. واشنطن توافق على بيع رقائق "إنفيديا" لأبوظبي... المزيد
  • 01:02 . سلطان القاسمي يحث سكان الشارقة على تسجيل بياناتهم في التعداد... المزيد
  • 12:27 . بينها شركات في الإمارات.. عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بإيران... المزيد
  • 11:18 . خليل الحية: تسلمنا ضمانات من واشنطن والوسطاء بشأن تنفيذ خطة ترامب... المزيد
  • 06:02 . الإمارات ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 01:15 . الغارديان: أبوظبي استخدمت المرتزقة الكولومبيين في أكثر من دولة... المزيد

أسوأ رئيس عربي في التاريخ!

الكـاتب : حسين شبكشي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

مشهد بائس قدم للعالم حين أداء بشار الأسد اليمين، كرئيس على ما تبقى من سوريا، في انتخابات لم يستطع المشاركة فيها أكثر من نصف الشعب القادر على الانتخاب والمستحق له، بسبب ظروف التهجير والتشريد والاعتقال والقتل، التي فاقت بإجرامها كل ما يمكن أن يوصف.

لم يتمكن بشار الأسد من الحضور إلى مجلس الشعب، المكان الذي شهد مسرحية تعديل الدستور في دقائق ليرث حكم سوريا من أبيه في مشهد ساخر تم فيه توريث الرئاسة من أب لولده وسط تصفيق موتور من أعضاء مجلس الشعب الذين كانوا في حالة هستيرية من الرعب وهم يصفقون.

بدأ بشار الأسد في خطابه البائس مجردا عن الواقع ومجردا من الإنسانية، حول موضوع ثورة شعبية عليه وعلى نظامه إلى حرب منه على الإرهاب، ويكفي التمعن جيدا في عينات مؤيديه سواء ممن حضروا مسرحية أدائه للقسم أو من لم يحضروا لتبيان مستوى من يؤيده، بوتين، حسن نصر الله، شريف شحادة، وئام وهاب، ورغدة، وجورج وسوف! هذه عينة من مؤيديه ولا داعي للتعليق أكثر، فهذه مطبوعة محترمة يقرأها كافة أفراد الأسرة في العالم العربي.

بشار الأسد بدأ في خطابه وهو يستند إلى «نصره» الدونكيخوتي، الوهمي، فهو لم يعد - وذلك بحسب قناعته وقناعة عينات مؤيديه - بحاجة إلى أن يستمد شرعية حكمه من أي أحد إلا من نفسه هو شخصيا، فالشعب الذي هو مصدر السلطات لم يعد موجودا، والدولة تمزقت، والدستور تبدل في ظروف مريبة والمجتمع الدولي لا يعترف بشرعيته والعالم العربي رفضه. وهو يذكرنا بالمشهد الأسطوري حينما وضع شاه إيران تاج ملك الملوك على رأسه (الشاهنشاه) فتولى هو بنفسه هذه المسألة. فقد وجد نفسه هو وحده الجدير والمستحق لهذه المكانة والمسألة وأنه الوحيد القادر على منح الشرعية الحقيقية لتلك اللحظة التاريخية في عمر بلاده، وقد رأى أنه هو الذي أوجد الشرعية لنفسه وبالتالي ليس بحاجة إلى أن يستمدها من أي مصدر آخر أبدا.

في علم النفس، ليست هناك حالة انفصام أعمق ولا أخطر ولا أدق من الإنكار، هي المراحل السوداء، كان عليها صدام حسين وهتلر ونابليون وجنكيز خان وبوكاسا، كلهم طغاة ظنوا أنهم لن يفارقوا وأن لن يقدر عليهم أحد، فحولوا حكمهم إلى غصب والشعب إلى عبيد وطوعوا كل مرافئ وكل موارد البلاد لأجل بقائهم في السلطة ويتجرءون بالقسم على حماية الشعب وعلى حماية البلد وعلى حماية الدستور وهم بأنفسهم دمروا الثلاثة.

لن يدرك بشار الأسد حجم البارود الذي قذف به على نيران الثورة السورية ليشعلها مجددا، ويعيد الغضب ويفجره لأن ما قام بعمله هو إهانة بالغة القوة للدماء السورية الغالية والنفوس السورية الأبية، هو احتقار تام لكل معاني العزة والكرامة وتكريس للظلم بشكل فج.

الشرعية الحاكمة إذن لم تكن قائمة على الحق فمآلها إلى الجحيم. هذه هي الأبجديات التي يعلمنا التاريخ وقد يكون في ذلك الطرح الكثير من المثاليات والمسلمات الحالمة إلا أنها تبقى الحقيقة المستمرة على مدار مدرسة التاريخ. وبشار الأسد لن يكون بأي حال من الأحوال مصيره أفضل ممن سبقوه من الطغاة، فالسنة الكونية واحدة ومستمرة وباقية والمسألة تكرر نفسها.

الرئيس الذي لا يستطيع الوصول إلى مجلس الشعب الذي «انتخبه» لأداء اليمين، إما يخاف من شعبه ولا يثق به، أو يحتقر شعبه ولا يكترث به. وفي الحالتين هو لا يستحق البقاء ولا الاستمرار.

رسالة كرسها بشار الأسد مجددا في شهادات لا تنتهي عن فشله كرئيس، لأن التاريخ حسم أمره ودون اسمه بأحرف سوداء كأسوأ رئيس عربي في التاريخ.