أحدث الأخبار
  • 10:57 . "الطوارئ والأزمات" تتابع تطورات الحالة الجوية وتؤكد جاهزيتها للتقلبات المرتقبة... المزيد
  • 09:29 . داخلية غزة تنشر وحداتها من مناطق انسحاب الاحتلال وتتعهد بإنهاء الفوضى... المزيد
  • 09:12 . رئيس وزراء قطر يبحث مع ماكرون تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 08:53 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ انسحاباً تدريجياً من عدة مناطق في غزة... المزيد
  • 08:52 . تقرير: دبي تجذب 440 شركة متخصصة في إدارة الثروات والأصول... المزيد
  • 08:51 . ريم الهاشمي: الإمارات قدّمت 1.8 مليار دولار دعماً إنسانياً وتنموياً لغزة... المزيد
  • 01:34 . فحوص جينية اختيارية لطلبة المدارس المواطنين... المزيد
  • 01:33 . رئيس الدولة يصدر مرسوماً بقانون لتنظيم المصرف المركزي والقطاع المالي... المزيد
  • 11:16 . حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:14 . اجتماع عربي أوروبي في باريس يطالب بضمان تنفيذ كامل لاتفاق غزة... المزيد
  • 11:12 . شهداء وعشرات المفقودين بقصف إسرائيلي على غزة رغم التصويت على وقف إطلاق النار... المزيد
  • 11:11 . زلزال بقوة 7.6 يضرب الفلبين وتحذيرات من تسونامي... المزيد
  • 01:16 . ضمن "دبلوماسية الذكاء الاصطناعي" لترامب.. واشنطن توافق على بيع رقائق "إنفيديا" لأبوظبي... المزيد
  • 01:02 . سلطان القاسمي يحث سكان الشارقة على تسجيل بياناتهم في التعداد... المزيد
  • 12:27 . بينها شركات في الإمارات.. عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بإيران... المزيد
  • 11:18 . خليل الحية: تسلمنا ضمانات من واشنطن والوسطاء بشأن تنفيذ خطة ترامب... المزيد

الهوية الوطنية والإرث الثقافي

الكـاتب : علي أبو الريش
تاريخ الخبر: 10-08-2014

الوثبة الحضارية في الإمارات هي ظاهرة تاريخية لم يسبق لها مثيل بحكم أن التغير الاجتماعي والاقتصادي والثقافي خلال العقود الأربعة، كان سريعاً بسرعة الجياد الجامحات، ما أدى إلى تغيير الكثير من المفاهيم والعادات والتقاليد والقيم، وهذا بدوره خلق واقعاً إنسانياً وثقافياً مختلفاً جذرياً عن سنوات ما قبل هذه الوثبة، والتغير بدأ من عادات المأكل إلى الملبس إلى المسكن إلى العمل إلى العلاقة ما بين أفراد المجتمع، وكذلك علاقة المجتمع الإماراتي بالآخر، فاليوم نشهد فسيفساء من الأعراق والأجناس واللغات والثقافات امتزجت بفعل العلاقة الوطيدة مع ثقافة المجتمع ومع لغته وأفكاره وعاداته، وفي المقابل أنتج هذا الوضع الجديد واقعاً اجتماعياً تأثرت به بشكل مباشر الهوية الوطنية، وكذلك الإحساس بالذات وبروز ما يشبه اللون الرمادي في الأنا، إذاً ما العمل؟ فهل يفيد رجوع عقرب الساعة إلى الوراء ونغلق على أنفسنا أبواب الغرفة ونوافذها ونمنع دخول الهواء، أم ماذا نفعل؟

بطبيعة الحال فإن التطور المنشود بأمس الحاجة إلى هذا اللقاح الثقافي، كما أنه بحاجة إلى هذه اللوحة التشكيلية مختلفة الألوان، ولا تطور ولا رقي من دون هذا التلون الجميل ولكن أمام هذا الفتح الهائل من شلال المياه العذبة تحتاج شطآن الإمارات إلى حفنة من ملح تعيد التوازن للأحياء وتخلق نوعاً من التمازج البيني ما بين الذوقين حتى نحافظ على سلامة واقعنا الاجتماعي، فالثقافة تراكم وتعدد أفكار، ولا يستمر واقع في الحياة بممارسة وظيفة الإزاحة أو التخلي عن جزء أساسي من حياة الناس والانتقال إلى أجزاء أخرى أكثر حداثة.

وهنا يجدر بنا القول إن الأصالة والحداثة، يجب أن يسيران في مجرى واحد ليقدمان معطى اجتماعياً وثقافياً لا يخل ولا يزل ولا يرتكب علل الأنيميا في الجسد الواحد. والهوية ليست شعاراً ولا عنواناً عريضاً، الغرض منه الدخول في صلب الواقع، بل هي الواقع نفسه، هي الأنا البشرية، الذات الوطنية، فإن داهمها التشقق فَقَدَ المجتمع جذوره فتهاوت السيقان على الأرض يابسة عجفاء. ولكي نحفظ الود مع الهوية لابد لنا أن نخرجها من صيغ المناداة الإعلامية، وألا نكتفي بالدعاء والرجاء، بل لابد من شروط وافية توفر التطبيق العملي، وأول الشروط هو الشق التربوي والتعليمي، إذاً فالمدرسة والبيت هما المستقيمان المتوازيان اللذان يذهبان بقضية الهوية إلى مسارها الصحيح إن لم يقل أحد المتوازيين «سآوي إلى جبل يعصمني من الماء»، لا مجال للمكابرة، فالبيت بيت الداء والدواء، وكذلك المدرسة هي أساس البناء. يجب أن نغير أولاً من ثقافة البيوت في التعامل مع الأبناء، يجب أن نتخلص من ثقافة ما وراء المحيطات، ونعيد للأب والأم دورهما في التلقين والتلحين والتلوين وحفظ اليقين، كما يجب أن تأخذ المدرسة دورها الريادي في تأسيس مناهج تضع الهوية في الصلب واللب وتدفع بالثقافة نحو غايات تلاوة الهوية بقدسية وخصوصية تقود إلى عمومية التداخل مع الآخر بذات قوية شديدة المراس مليئة بمفردة الصحراء، وقافية البحر ورسوخ النخلة. نحن بحاجة إلى تربية وطنية تنمي روح الانتماء إلى الهوية في نفوس الآباء والأمهات قبل الأبناء.