أحدث الأخبار
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد

عدوان 2008.. ذكرى لا تموت!

الكـاتب : رضوان الأخرس
تاريخ الخبر: 30-12-2019

ليس غريباً أن تسمع صوت القصف ولا قصص الموت والأسر في بلد محتل، وليس عادياً أيضاً، فلا يكاد يخلو منزل أو حي صغير من شهيد أو أسير أو جريح أو كوكبة من الشهداء وأعداد من الأسرى والجرحى، على الأقل هذا ما وجدته وعاينته في أحياء وأزقّة قطاع غزة.
وعندما كان يحدثنا الأستاذ في المدرسة عن المجازر المروعة التي ارتكبها الاحتلال في الماضي، لحظة احتلال فلسطين، وقتله العشرات والمئات في ساعات، لم نكن نتصور ببراءة الطفل أن هذا من الممكن أن يتكرر في حياتنا ونعاينه بأنفسنا.
ويوماً عندما خرجت من باب المدرسة عائداً إلى المنزل، ظننت القيامة قد قامت، في لحظات انقلبت الأوضاع رأساً على عقب وكأنه زلزال، الناس في الشوارع يركضون وأصوات الانفجارات تأتي من كل حدب وصوب، أسراب الطائرات تهاجم قطاع غزة من شماله إلى جنوبه.
في دقائق معدودة قُتل المئات، وكانت في حينها أكبر المجازر التي شهدتها وعايشتها، لم يكد يخلو شارع في القطاع يومها من بيت لشهيد أو أكثر، تحول القطاع إلى «بيت عزاء كبير».
كان كل شيء مستهدفاً، وكم كان صعباً أن تشعر بأنك مستهدف في منزلك الذي قد يتحول إلى قبر لك وتضيع أشلاؤك بين الركام، كما حصل مع كثيرين في القطاع المحاصر، لا أريد أن أصف كيف يمكن لإنسان أن ينام ليلته وسط كل هذه التهديدات والتخوفات!
حدث هذا أواخر أيام عام 2008 وبداية عام 2009، أي بينما كان العالم يحتفل كانت غزة تتعرض للموت والعدوان، لقد كان شعور الخذلان صعباً مثل شعور الفقد، تخيل أن السماء في الدول الأخرى تضيء بأصوات المفرقعات والألعاب النارية، وأنت لا تستطيع النوم من شدة أصوات القصف.
لقد كان صعباً أن ترى الموت، وأيضاً كان صعباً أن تتخيله كل لحظة، فقد كان للقصف وميض يسبق صوته، فكلما رأينا الوميض والوهج المرافق للانفجار ظننا أن القصف وصلنا وتشهّدنا، هكذا لأيام وليالٍ طويلة.
يحدث هذا معنا في وطننا، ولا ذنب لنا إلا أن بلدنا محتل فيها محتلون لا يقبلون لنا أن نعيش بأمان وحرية، ثم يأتي بعد ذلك من يستصغر ذلك أو يستحقر الفلسطينيين ويتهمهم بأشنع التهم ويسيء إليهم.
ليس سهلاً أن نذكر الحرب أو نستذكر فصولها، لكن الأصعب أن ننسى ما حُفر في الذاكرة، ذاكرة العدوان التي لا تموت، فالاحتلال ما زال موجوداً وعدوانه لم ينتهِ، فكم فقدنا؟ وكم تألمنا؟ وكم حبسنا في الصدر واحتبسنا؟ مرة أخرى ليس سهلاً أن نتحدث عن ذلك ونستعيد تفاصيله، لكن من حق الشهداء علينا، ومن حق الأرض، وكل من بذل دماً وجهداً، وأعطى في ذلك الطريق أن نبقي قضيته حاضرة، حتى لا تضل الأجيال أو تُضلل، وحتى لا تُزيّف الحقيقة، وحتى يبقى الدم شاهداً على عار كل من اصطف إلى جانب المجرمين.