التوجيهات الهامة التي توجه بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للقيادات الإعلامية في الدولة نهار أمس، يمكن تصنيفها وباعتداد كوثيقة استرشادية في غاية الدقة والموضوعية فيما يخص الإعلام في دولة الإمارات، من دون أن ننسى ما يتمتع به سموه من قدرات مشهودة في مجال صناعة النجاح لأي مشروع أو توجه يقوده في هذا البلد، فسموه من الأشخاص الذين يملكون رؤية واضحة لمعادلات النجاح الحقيقية وللوسائل التي تقود إليه، سواء في الاقتصاد أو السياسة أو العمران أو القيادة، لذلك فقد كان سموه في منتهى الدقة وهو يضع يديه على الأساسيات المثلى لنجاح المعادلة الإعلامية في المجتمع وأي مجتمع!
كما أكد سموه من خلال توجيهاته البارحة على حقيقة أن النجاح عملية متكاملة تسير بشكل متوازٍ في كل المجالات، فالدول لا تنجح في الاقتصاد فقط بينما تترك بقية المجالات من دون أن تلتفت إليها، والذي يريد أن يكون الأول فإنه يتطلع للمركز الأول في كل المواقع والميادين، والإمارات دولة تحقق وبتسارع رائع ومشهود عالمياً مراكز متقدمة جداً في الأمن والاقتصاد والتنمية والتعليم والسياحة.إلخ، ولاشك في أنه لن تكتمل صورة النجاح ما لم يتعزز بوضع إعلامي متقدم وأيضاً منافس على المستوى العالمي كما قال سموه لقيادات الإعلام.
«إذا أردت أن تنافس في الإعلام فعليك أن تحقق المعادلة الصعبة: مضامين متطورة ونابعة من احتياجات المجتمع ومعززة لقيمه ونهضته، قائمة على أسس الموضوعية والصدقية والشفافية، ومنتهجة طريق المهنية والاحترافية العالية، من ثم يأتي دور التقنيات الحديثة التي إتاحتها ثورة التكنولوجيا وتقنيات الإعلام والاتصال، وهذه قد توافرت لمؤسسات الإعلام منذ البداية، إيماناً من الدولة بضرورة توفيرها ومسايرة لركب التطور الذي لا تحيد عنه الإمارات، يأتي بعد ذلك العنصر الوطني الإماراتي من شباب البلد الذين تقدمهم مؤسسات التعليم سنويا عبر مخرجات كليات وأقسام الإعلام والاتصال، هؤلاء لم يعد مقبولاً تجاهلهم بعد الآن، ولم يعد مجدياً أو منطقياً أو مبرراً الإشاحة عنهم والاكتفاء بالطاقات الأجنبية والخارجية وتحت أي مبرر»، وقد أوضح سموه لقيادات مؤسسات الإعلام المنهج السليم الذي سيحقق حتماً وضعاً إعلامياً مغايراً في الإمارات.
«إننا نعيش أوضاعا ملتبسة وصعبة في كل الإقليم والمنطقة العربية، ونواجه كما غيرنا من دول العالم تحديات الإرهاب وتهديداته، إضافة إلى تحديات التنمية والتغيير وملاحقة التطور والإصرار على الذهاب للمستقبل من دون أن نترك العراقيل تلهينا أو تحبط من هممنا، لكن يبقى للإعلام، وللأقلام وللبرامج وللأصوات وللصور والأخبار، للإعلام الرسمي والخاص والإعلام الاجتماعي بكل تجلياته، للإعلاميين المخضرمين والشباب، يبقى لهم دورهم الخطير والفاعل في كل ذلك، في تعزيز المسيرة وجهود التنمية والروابط الداخلية، ورفع المعنويات، وإلقاء الضوء على المضيء في واقعنا وما أكثره وما أجمله، في وطن يغذ السير نحو النور في كل صباح تشرق شمسه، منادياً حي على المستقبل يا أبناء زايد، حي على الغد يا أبناء محمد، حي على التطور والنهضة والتميز يا أبناء الإمارات».